
مرحبًا بكم في موسم الحج
أهلاً بكم أيها القراء الأعزاء، يسرُّنا أن نرحب بكم في موسم الحج الذي يشهد توافد ملايين الحجاج حالياً. ومن بين الأماكن الهامة التي يتوجه إليها الحجاج هو “الكراني الكبير”، الذي يعتبر واحدًا من أهم مشاعر الحج ويحظى بتركيز الأنظار مع غروب شمس يوم عرفة. ويتجه الحجاج إلى هذا المكان بعد أداء ركن الحج الأعظم في يوم التاسع من شهر ذو الحجة. وتبذل الهيئة الملكية السعودية قصارى جهدها لضمان راحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام.
الكراني الكبير: أصل التسمية
يعتبر “الكراني الكبير” ثالث المشاعر الأقدس التي يمر بها الحجاج خلال رحلتهم الروحانية لأداء مناسك الحج. يقع هذا المكان بين مشاعر منى وعرفات، ويُعرف أيضاً بثلاثة أسماء: الكراني الكبير، والمجمع، والمكان الحرام. وقد سُمي بهذا الاسم لاقتراب الناس فيه من منى بعد الإفاضة من عرفات. وهناك أسباب أخرى مثل: لاجتماع الناس فيه، ولاجتماع آدم وحواء في هذا المكان.
الانتقال من الكراني الكبير إلى منى
يقضي الحجاج ليلة في “الكراني الكبير” بعد انتهائهم من وقفة عرفات. وفي هذا المكان، يصلون صلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ويجمعون الحصى التي سيستخدمونها لرمي الجمرات في منى. ويبقى الحجاج في “الكراني الكبير” حتى صباح يوم عيد الأضحى، ثم ينتقلون إلى منى. ومن يبقى بعد منتصف الليل في “الكراني الكبير” حتى جزء صغير فقد أدى حقه في المبيت بهذا المكان.
حكم المبيت في الكراني الكبير
يعتبر المبيت في “الكراني الكبير” مشروعاً وفقًا لبعض العلماء، حيث يجب على الحاج أداء هذا العمل إذا كانت ظروفه مناسبة واستطاعته تسمح له بذلك. وليس عليه فدية في حال تركه، خاصةً إذا كان لديه عذر. وهناك تباين بين العلماء في حكم المبيت في “الكراني الكبير”:
- الرأي الأول: يجب المبيت.
- الرأي الثاني: واجب.
- الرأي الثالث: مستحب.
- الرأي الراجح: واجب.
- ونتيجة لذلك، من يغادر “الكراني الكبير” قبل منتصف الليل يتحمل عواقب ذلك.
يعتبر الوقت المناسب لترك مزدلفة والتوجه إلى منى خلال أداء مناسك الحج غير قابل للتحديد بشكل دقيق، لكن حسب التعليمات الشرعية والتقاليد الدينية فإن الأفضل هو أن يكون الانتقال في ساعات الفجر أو بعد صلاة الفجر لتفادي الزحام والازدحام في الطريق.
ففي هذه الأوقات يكون الجو أكثر هدوءًا وسكينة، ويتسنى للحجاج الوصول إلى منى براحة ويسر دون أن يتعرضوا للتشدد في الحركة أو زحام الحافلات والمركبات.
إضافة إلى ذلك، قد يكون الانتقال في ساعات الفجر هو الوقت الأنسب بالنسبة للحجاج من حيث الصحة واللياقة البدنية، حيث إن الجو يكون باردًا ومنعشًا في تلك الساعات وبإمكانهم تجاوز المسافة بأقل جهد ممكن.
وبالعودة للتقاليد الدينية، فإن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان يتحرك من مزدلفة إلى منى بعد صلاة الفجر، وهذا يعتبر سنة مؤكدة للمسلمين القادمين لأداء مناسك الحج، ومن ثم يجب على الحجاج احترام تلك السنة النبوية واتباعها.